سقوط مشروع القرار الأمريكي في الامم المتحدة

تصويت الأمم المتحدة نصر سياسي واخفاق دبلوماسي
د. إبراهيم حمّامي
07/12/2018
• سقط مشروع القرار الأمريكي ليلة أمس في الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي أرادت مندوبة الولايات المتحدة أن تختم به وجودها في هذه المنظمة، ورغم كل الضغوطات والتهديدات التي مارستها الولايات المتحدة على الدول الأعضاء لتمرير القرار...

• لكن ورغم سقوط القرار الذي طرح لدعم الاحتلال أكثر منه لتجريم حق الشعوب في مقاومة الاحتلال، إلا أنه يجب التوقف عند نتائج وتبعات التصويت وتفاصيله:
• لأول مرة تكون هناك أغلبية مع قرار يجرم حق المقاومة (87 دولة مقابل 57 رافضة للقرار) وهو تطور خطير حتى لو أخذنا بعين الاعتبار الضغوطات الأمريكية
• خسر الشعب الفلسطيني دول أمريكا اللاتينية التي كانت تاريخياً مع قضية الشعب الفلسطينية، وربما هي المرة الأولى التي يحدث فيها ما يشبه الإجماع في تلك القارة، وللتذكير فبعض تلك الدول تسابقت لنقل سفاراتها للقدس قبل أن تتراجع لاحقاً
• بعض الدول الداعمة للشعب الفلسطيني امتنعت عن التصويت
• القارة الأوروبية بأكملها تقريباً صوتت مع القرار الأمريكي الذي سقط
• مواقف الدول التي صوتت في كلمات مندوبيها تباينت مع تصويتها الفعلي: السعودية صوتت ضد القرار لكنها أدانت غزة ومن فيها على لسان مندوبها في كلمة من ابشع ما قيل لتكون كلمة المندوب تصويتاً غير مباشر مع القرار
• في المقابل بعض الدول الأوروبية التي صوتت مع القرار جاءت كلمات مندوبيها أكثر اتزاناً وعقلانية بل وإدانة للاحتلال
• موقف دولة الكويت كان مميزاً حيث عملت وبإصرار على استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يكون القرار بأغلبية الثلثين لا النصف وهو ما أسقط القرار فعلياً عند التصويت عليه
• بمراجعة بسيطة للتصويت على بعض القرارات السابقة يمكن أن نلمس تغييراً خطيراً في توجه الأمم المتحدة:
1975
الصهيونية أحد أشكال العنصرية
72 دولة صوتت لصالح القرار و35 دولة ضد

1991
إلغاء قرار اعتبار الصهيونية عنصرية بأغلبية 111 دولة ضد 25

2018
حماس منظمة إرهابية
86 دولة مع القرار
57 دولة ضد القرار

• ما حدث وان كان نصراً سياسياً لا غبار عليه إلا أنه فشل دبلوماسي أيضاً لا شك فيه
• ما حدث ما كان ليحدث لولا مواقف السلطة الفلسطينية التي لم تتوقف يوماً عن التحريض على قطاع غزة واتخاذ المواقف التي تجرم حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وربما لا نبالغ إن قلنا أن الموقف الرسمي للسلطة كان فقط لحفظ ماء الوجه لكنه فعلياً كان مع القرار
• ما حدث ما كان ليحدث لولا مواقف دول عربية رئيسية تعمل على إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية وبكل الطرق الممكنة
• التقط الاحتلال تلك التغييرات فسارع نتنياهو للكتابة عبر تويتر قائلاً:
"في مقترح إدانة حماس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقفت أغلبية ساحقة من الدول ضد حماس، لم نحقق أغلبية الثلثين، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تصوت فيها أغلبية الدول ضد حماس، أثني على جميع الدول الـ87 التي اتخذت موقفاً مبدئياً ضد حماس، هذا إنجاز مهم للغاية بالنسبة للولايات المتحدة و"إسرائيل"، أشكر الإدارة الأمريكية والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي على المبادرة."
• كذلك التقطت حماس نتائج القرار فكتب د. موسى أبو مرزوق أيضاً على تويتر:
"القرار حاز على اغلبية الاصوات مما يدعونا الى العمل الجاد حتى لا نخسر في المرات القادمة، وأخيراً رغم الانتصار الا ان القرار شكل تراجعاً في الجمعية العامة"
المطلوب لخصه صديق كتب في رسالة معلقاً:
اسقاط القرار لا يكفي
ان تتبنى 87 دولة وجهة نظر الاحتلال وروايته وتدعمه قانونيا ودوليا...
وفي المقابل ان تحصل على دعم 57 دولة وانت الضحية...
فأعتقد ان لدينا نحن الضحية قصور كبير في شرح روايتنا وفي اقناع العالم بحقنا...
نحن بحاجة ماسة الى حملة علاقات دولية لتصويب المسار...
سقط القرار...
لكننا لم ننتصر سياسيا...

الفريق "الدبلوماسي الفلسطيني" بحاجة لإقالة فورية " عريقات، منصور، زملط"، وكذلك ما يُسمى بسفارات في الخارج لا عمل لها إلا التجسس على أبناء شعبنا، وعرقلة معاملاته، والفشل الذريع المفضي إلى تراجع دعم قضيتنا في الخارج

ما حدث فرصة لإعادة التقييم والبدء بحملة كبيرة وقوية تكشف وجه الاحتلال البشع، وتشرح حقنا المطلق في الدفاع عن أنفسنا، وفي كل الميادين...
وإن كانت منظمة التحرير ميتة ولا تمثلنا بشكلها الحالي، وإن كانت السلطة الفلسطينية في أفضل الأحوال ضعيفة فاشلة وفي الواقع متآمرة على غزة، وإن كانت الدول العربية تسعى للشراكة مع الاحتلال في تصفية القضية، فإن كل هذا ليس إلا دافعاً إضافياً لنا جميعاً لنكون سفراء قضيتنا أينما تواجدنا

تم عمل هذا الموقع بواسطة